في تعبير قوي عن التضامن والالتزام الإنساني، قامت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) رسميًا بتسليم عيادة طبية متنقلة مجهزة بالكامل إلى مؤسسة عامل الدولية، وذلك في مقر المؤسسة في بيروت.
يأتي هذه التبرّع في وقت حرج، حيث تعمل مؤسسة عامل على إعادة تشغيل برامجها الأساسية في جنوب لبنان، وخصوصًا في منطقة الخيام–مرجعيون، حيث تعرّض عدد من مراكزها الصحية لأضرار جسيمة خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في عام 2024. وستُستخدم الوحدة الطبية المتنقلة الجديدة لتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية المنقذة للحياة للعائلات النازحة والمجتمعات الضعيفة في القرى النائية بالمنطقة.
مزوّدة بمعدات طبية شاملة، ستعمل العيادة الطبية المتنقلة بطاقم متعدد التخصصات يضم طبيبًا، وممرضة، وقابلة قانونية، وأخصائيًا اجتماعيًا. وسيقدم هذا الفريق مجموعة واسعة من الخدمات، تشمل الاستشارات الطبية، ورعاية الصحة الإنجابية، والدعم النفسي والاجتماعي، وجلسات التوعية الصحية، مع إيلاء اهتمام خاص لاحتياجات النساء والأطفال وكبار السن.
وقال الدكتور كامل مهنا، مؤسس ورئيس مؤسسة عامل الدولية: “إن هذه المساهمة السخية من اليونيفيل ليست مجرد تبرّع، بل هي رسالة أمل ودليل على قوة التعاون الدولي في أوقات الأزمات. إنها تتيح لنا مواصلة الوصول إلى من فقدوا إمكانية الحصول على الرعاية الصحية ويحتاجون بشكل عاجل إلى الدعم.”
ستنضم الوحدة الجديدة إلى شبكة مؤسسة عامل المكوّنة من 23 عيادة طبية متنقلة، والتي أدت دورًا محوريًا في عام 2024 من خلال تقديم خدمات الرعاية الصحية المجانية لأكثر من 395,000 شخص في بيروت وجبل لبنان والجنوب والبقاع. ومع تسجيل 711,897 تدخلًا صحيًا خلال العام الماضي، كانت فرق عامل المتنقلة عنصرًا أساسيًا في سد الفجوة الصحية للمجتمعات المتأثرة بالحرب والانهيار الاقتصادي والنزوح. وتقدّم هذه العيادات خدمات متكاملة تتراوح بين توزيع الأدوية والدعم النفسي وإحالة المرضى إلى الرعاية المتخصصة.
عيادات عامل المتنقلة ليست مجرد مركبات، بل تشكل شريان حياة للمجتمعات المحرومة من بنى تحتية صحية مستقرة. وهي تعكس المهمة المستمرة للمؤسسة في الدفاع عن الحق في الصحة للجميع، وتقديم رعاية شاملة مجتمعية تتجاوز الحواجز السياسية والجغرافية.
تأسست مؤسسة عامل في عام 1979 خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وتطورت من جهة استجابة طارئة إلى فاعل تنموي على مستوى الوطن، مقدّمة برامج شاملة في مجالات الصحة والتعليم والحماية والتمكين. وتواصل المؤسسة بناء مستقبل قائم على الكرامة والعدالة وتكافؤ الفرص، لا سيما للفئات الأكثر عرضة للخطر.