تُعلن مؤسسة عامل الدولية عن دفعة قوية لجهودها الإنسانية: فقد تكفلت اليونيسف في لبنان بسخاء بدفع إيجار ثلاث سنوات لمركز مكاني الذي تديره مؤسسة عامل في حي اللجا وتملكه بلدية بيروت، والذي يُعد مركزًا نشطًا للحماية والتعليم والدعم النفسي الاجتماعي للأطفال والعائلات الذين يعيشون في ظروف بالغة الهشاشة في بيروت.
تضمن هذه المساهمة العينية الحيوية استمرارية الخدمات المقدمة في المركز، مما يعزز التزام اليونيسف ومؤسسة عامل المشترك بتوفير دعم مجتمعي شامل في لبنان وسط واحدة من أطول الأزمات الإنسانية في المنطقة.
وفي خطوة للاحتفال بهذا الإنجاز وتعزيز التنسيق مع السلطات المحلية، زار وفد مشترك من مؤسسة عامل واليونيسف سعادة القاضي مروان عبود، محافظ بيروت، برفقة ممثلين عن المجلس البلدي الجديد لبيروت. وخلال الزيارة، قدم الوفد مستجدات عمل المركز وأعرب عن تقديره العميق لدور المحافظ في دعم حماية الطفل والبنية التحتية الإنسانية المحلية.
يُعد مركز مكاني في حي اللجا جزءًا من مبادرة مكاني (مساحتي) الأوسع التابعة لليونيسف — وهو نموذج متعدد القطاعات يجمع بين التعليم والدعم النفسي الاجتماعي وحماية الطفل وتنمية الطفولة المبكرة ومشاركة المراهقين تحت سقف واحد. يخدم المركز الأطفال ومقدمي الرعاية من خلال خدمات مصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات الملحة لفئات سكانية تضررت من الانهيار الاقتصادي والصراع والنزوح المتكرر.
“هذا الدعم المتجدد ليس مجرد إغاثة مالية، بل هو استثمار في الحماية والتعافي والفرص لأكثر الأطفال تهميشًا في لبنان”، قالت الدكتورة زينة مهنا، عضو الهيئة التنفيذية لمؤسسة عامل الدولية. “بفضل شراكتنا القوية مع اليونيسف، نضمن استمرار هذا الفضاء الأساسي كمأوى للتعلّم والتعافي النفسي.”
تأتي هذه المساهمة في وقت يحتاج فيه أكثر من 1.3 مليون طفل في لبنان إلى المساعدات الإنسانية، وفقًا لأحدث تقرير صادر عن اليونيسف حول الوضع الإنساني. لا يزال العديد من الأطفال — لا سيما غير اللبنانيين والنازحين حديثًا — يواجهون الإقصاء من التعليم الرسمي، وانعدام الوصول إلى الخدمات الأساسية، والتعرض للعنف والاستغلال.
ويستجيب مركز مؤسسة عامل في حي اللجا مباشرةً لهذا الواقع، إذ يخدم الأطفال الذين قد يُهملون لولا ذلك. من خلال برامج يومية، تقدم مؤسسة عامل التعليم غير الرسمي، أنشطة نفسية اجتماعية منظمة، إدارة حالات، الوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي، التوجيه للمراهقين، والتوعية بالتغذية، لا سيما للعائلات الوافدة حديثًا أو غير الموثقة.
منذ عام 1979، تعمل مؤسسة عامل الدولية كمنظمة غير طائفية قاعدية تستجيب للطوارئ وتدافع عن حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية في جميع أنحاء لبنان. ومع أكثر من 30 مركزًا منتشرة في مختلف المناطق وجذور عميقة في المجتمعات التي تخدمها، تظل مؤسسة عامل ملتزمة بكرامة الجميع — خصوصًا في أوقات الأزمات.
مراكز مكاني المجتمعية، بدعم من اليونيسف وتنفيذ شركاء مثل مؤسسة عامل الدولية، هي مراكز شاملة متعددة الخدمات تهدف إلى دعم الأطفال والشباب والعائلات المعرضين للخطر في لبنان — خاصة المتضررين من النزوح والأزمات. توفر هذه المراكز مساحة آمنة وشاملة يمكن من خلالها الوصول إلى التعليم غير الرسمي، الدعم النفسي الاجتماعي، حماية الطفل، التدريب على المهارات الحياتية، وبرامج التوعية بالصحة والنظافة. إلى جانب دعم استمرارية التعلم عبر دروس تقوية ومنصات مثل “جواز التعلم”، تقدم مراكز مكاني خدمات حماية أساسية، دعمًا للصحة النفسية، أنشطة ترفيهية، وجلسات توعية حول مواضيع مثل الوقاية من الكوليرا، الرضاعة الطبيعية، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. ومع أكثر من 50 مركزًا يعمل في جميع أنحاء البلاد، تلعب مراكز مكاني دورًا محوريًا في تعزيز الصمود والتماسك الاجتماعي والكرامة بين المجتمعات الأكثر عرضة للخطر في لبنان.
بحلول أبريل 2025، وصلت اليونيسف إلى ما مجموعه 2,351 فتاة مراهقة (تتراوح أعمارهن بين 11 و18 عامًا) من خلال جلسات طارئة مصممة خصيصًا في مراكز مكاني والملاجئ عبر البلاد. ولتوسيع نطاق التغطية، تم إنشاء ستة مراكز مكاني مؤقتة وصلت إلى 3,708 أطفال، من بينهم 33 من ذوي الإعاقة، لم يكن لديهم سابقًا أي إمكانية للوصول إلى الخدمات. ومن خلال مراكز مكاني المجتمعية، دعمت اليونيسف أيضًا 24,281 طفلًا وشابًا ومقدم رعاية من الفئات المهمشة والضعيفة بخدمات متعددة القطاعات، تشمل التعليم، حماية الطفل، تنمية الطفولة المبكرة، التغذية، ومشاركة الشباب. وقد ضمنت هذه الجهود المشتركة بين اليونيسف وشركائها وصول 175,694 طفلًا إلى التعليم، بما في ذلك 154,398 طالبًا في المدارس الرسمية و21,296 طفلًا في برامج التعليم غير الرسمي.