الدكتور كامل مهنّا يدعو إلى تجديد الالتزام بالعدالة والكرامة الإنسانية والتضامن العالمي

أطلقت مؤسسة عامل الدولية اليوم أعمال الملتقى السنوي للتخطيط الاستراتيجي لعام 2025 في منتجع غولدن ليلي – العبادية، بمشاركة أكثر من 100 من موظفي المؤسسة ومنسقي البرامج وشركائها من لبنان والخارج. ويشكّل هذا اللقاء محطة مفصلية للتأمل في التحديات والإنجازات، ووضع خارطة طريق جديدة في ظل استمرار تداعيات الحرب الإسرائيلية على لبنان.

في كلمته الافتتاحية المؤثرة، أكّد الدكتور كامل مهنّا، المؤسس والمنسق العام لمؤسسة عامل الدولية، أن المؤسسة متمسكة بجوهر رسالتها التي تضع الكرامة الإنسانية في صلب العمل الإنساني، مشيراً إلى أن السنوات المقبلة ستكون حاسمة في تعزيز التضامن الاجتماعي وبناء دولة العدالة.

وُلدنا من رحم الحرب وما زلنا نعمل في رمادها. لسنا مجرّد مقدّمي خدمات، بل صُنّاع تغيير، قال الدكتور مهنّا. إنّ عملنا في عامل ليس إحساناً بل نضال من أجل الكرامة، ومن أجل حق كل إنسان بأن يحيا بكرامة وأمان وأمل.

رؤية جديدة للعامين المقبلين

وطرح الدكتور مهنّا خمس ركائز أساسية لخطة عامل المستقبلية:

1. ربط العمل الإنساني بالتنمية والتمكين لضمان استدامة الأثر الإنساني.

2. الدفاع عن القضايا العادلة في العالم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ورفض المعايير المزدوجة.

3. تعزيز دور الدولة العادلة ومساءلة السياسات الاقتصادية والاجتماعية القائمة.

4. العمل من أجل العدالة البيئية ومواجهة آثار تغيّر المناخ على المجتمعات المهمّشة.

5. توسيع الحركة الدولية لعامل نحو أفريقيا والمنطقة العربية وأميركا اللاتينية، استكمالاً لما بدأته المؤسسة من خلال فروعها في فرنسا، سويسرا، إيطاليا، الولايات المتحدة، وبلجيكا.

بعد عام من الحرب: التأمل في التجربة وتعزيز الصمود

وفي ضوء الحرب المدمّرة التي شهدها لبنان عام 2024، والتي أدّت إلى تدمير 13 مركزًا لعامل، سلّط العرض التقييمي للملتقى الضوء على استجابة المؤسسة:

• 220 مركز إيواء تلقى دعماً مباشراً من عامل.

• أكثر من 33,000 خدمة صحية و24,000 تدخل حماية ودعم نفسي تم تقديمها.

• 711,897 خدمة عبر العيادات النقّالة استفاد منها نحو 400,000 شخص في مختلف المناطق.

• إطلاق 83 نقطة تواصل مجتمعي و6 مجموعات شبابية ونسائية لدعم العمل المحلي.

“رغم الدمار، لم تتوقف مؤسسة عامل عن أداء رسالتها”، أكّد الدكتور مهنّا. “بقينا على الأرض، تكيّفنا وتقدّمنا، وهذا هو سرّ قوّتنا ووعدنا الدائم.”

نحو استراتيجية يقودها العاملون وتتمحور حول الإنسان

ويتضمن الملتقى جلسات تفاعلية حول القيادة، جودة البرامج، أولويات الأقسام، وآليات بناء خطة عمل مشتركة للعامين المقبلين، بما ينسجم مع رسالة المؤسسة:

“وضع الكرامة الإنسانية في صلب العمل الإنساني، وبناء مجتمع عادل قائم على المواطنة وحقوق الإنسان.”

أما رؤيتها، فهي:

“عالم عادل وشامل، تضمن فيه الحقوق والكرامة والفرص المتكافئة للجميع.”

كلمة الختام: دعوة إلى العمل والأمل

اختتم الدكتور مهنّا كلمته بنداء حماسي يدعو إلى الأمل والعمل المشترك:

“لسنا هنا للمحافظة على الوضع القائم، بل لتغييره. فلنكن صوت المهمّشين، وضمير هذا الزمن، ولنصنع من هذا اللقاء انطلاقة جديدة نحو مجتمع أكثر عدلاً وإنسانية.”